بعد منتصف القلب


انها السادسه صباحا استيقظت على صوت المنبه ركضت
مسرعه لاحضر ملابس المدرسه انا في اولي متوسط مدرسة البنات اسمي حنين اختي الكبيرة في ال ثالث متوسط نذهب الي المدرسه معا يوميا ومعانا ريم ومصطفى ابناء جارتنا طنط احسان بنتها في نفس عمري اما مصطفي فيكبرنا بسنتين
في الطريق عالجانبين سهول وجبال فمشوار المدرسة بالنسبه لي ليس سيئا عالاطلاق فانا احب بلدتنا بكل مافيها عكس اختي التي تنتظر بفارغ الصبر ان تسافر للخارج وامي وابي يشتغلون سويا في مطعم نملكه يقدم جميع انواع المخبوزاات ذات الرائحه الشهيه التي تنبعث في جميع اركان حارتنا في الظهيرة
عند عودتنا من المدرسة معا ندرس ماخذنه من دروس في  اليوم
ونخلد للنوم مبكرا ليتكرر نفس اليوم مرارا وتكرار
ولكن ذات يوم من الايام لم يتكرار بكل تفاصيله فكانت امي مريضه وجلست معها طنط احسان واختي الكبيرة واضطررنا لذهاب المدرسه بمفردنا انا وريم ومصطفي لطالما كنت اخجل منه لا اعلم لماذا وهو ايضا فهو قليل الكلام معي انا بالذات حتي وصلنا الي المدرسه ولكن شنطتي الضعيفه التي كانت تحمل كثيرااا من الكتب انشقت وجلس الشق يتسع دون ان اجعل احد يشعر بي فدخلت ريم قسم البنات وايضا مصطفي دخل قسمه في المدرسه وجلست بالخارج اصلح شنطتي التي شعرت بالاحراج الذي جعلني لااستطيع ان ادخل بها اما اصدقائي وسرقني الوقت حتي اصلحتها ولكن كان قد فات موعد دخول المدرسه ولم استطع الرجوع للمنزل لم اغادر مكاني حتي فجاءني صوت من الخلف يسالني لماذا انتي جالسه هكذا
التفت لاجده مصطفي سالته بدهشه وخجول
انت .....انت ...كيف خرجت بهذا الموعد
اخبرني ان فصله بكمله في رحله ولكنه اصر ان ياتي معانا ولا يتركنا وحدنا انا وريم
جلس بجانبي علي نفس الرصيف ولكن يبعده عني اكثر من مترين
ومضي الوقت اكثر من ساعتين علي هذا الحال لم نتحدث معا سواه سواله المتكرر
هل تريدي ان ارجعك الي البيت
واجابتي المتكرر لا انا بانتظار ريم
الي ان جاء شاب لا اعرفه يسالني عن صديقي لي بالصف واجبته
لا اعتذر منك انا  لا اعرفها
ليحمر وجه مصطفي غضبا لم اراه من قبل كيف تتحدثين مع شخص غريب
واجبته هو سأل مجرد سوأل وانا اجبته فقد لاشي
ليعلو صوته مجرد سوال كيف ....كيف
انتي ستغادرين للمنزل الان
من شدة صوته لم استطع ان اعارضه ومشيت معه دون ان ننطق بكلمه حتي وصلنا للمنزل
دخلت الي منزلنا دون حتي ان اودعه وهو ايضا لم يفعل
اتطمنئنت علي امي وذهبت الي غرفتي دون ان احد بما حدث ومرررررت الايام وانتهي العام الدراسي وجاءت العطله التي نذهب فيها الي البلده عند جدتي
وقبل السفر بيوم سهرنا عند طنط احسان كالعاده
وهو لم يكون موجود
ومن الحديث الذي دار بين امي ووالدته استنتجت انه تعمد ان يكون غير موجود حتي القصه التي اعتاد ان يهديني اياها لتسليني طول فترة العطله لم يتركها لي وجاءت الساعه ال٢ بعد منتصف الليل وذهبنا الي منزلنا ليخلد الجميع لنوم فنحن ينتظرنا غدا يوم شاق
يوم السفر                                 
لم استطع ان انام حتي سمعت صوت مفاتيحه وبعدها بعشر دقائق دق هاتفي
وكانت الرسالة عبارة عن جملتين
القصه المعتادة باسفل سله الخبز التي اهدتها امي لامك
لا تتحدثين ثانية مع الاغراب
لا اعرف لماذا شعرت بالفرح رغم قسوة الرسالة وجمودها فالطالما شعرت ان مصطفي اكثر الاشخاص حنيه
رغم غرابة تصرفته ومعي انا بالذات




وجاء موعد السفر وودعنا الجميع من الجيران عدا هو وذهبنا عند جدتي كما نفعل كل صيف .....ولكنها لم تنتظرنا كعادتها عالمحطه القطار
وعندما وصلنا الي منزلها وجدنها جالسه في شرفتها ولكنها يبدو عليها التعب الشديد ولم ينتظر ابي حتي نستريح قليلا اتصل بالطبيب علي الفور الذي راي انه يجب نقل جدتي الي المستشفي لاجراء بعض التحليل والفحوصات وازدادت حالتها سوءا يوما بعد يوما وشهر تلو شهر حتي انتهي الصيف وانتهت اجازتنا
كان الزمن اعلن بدايه فصل الانتهاء لكل شئ سعيد
الاجازة
الصيف
جدتي
فهيا كانت الشخص الوحيد الذي يربطنا بالبحر كم ساشتاق اليها
قد فعلت من الان
واضطررنا نجلس لأنها أوراق متعلقه ببيع منزل جدتي وخلافات علي الارض حتي بدات وانتهت السنه الدراسيه التي كانت في بدايتها تحدثت امي للخالة احسان واخبرتها ماحدث وطلبت منها ان تذهب للمدرستنا انا واختي وتخبرهم اننا سندرس في البيت ونحضر الاختبار فقط في اخر السنه
وجاء موعد الامتحان وسافرنا انا وامي واختي لنؤديه ثم نرجع لابي الذي تركنه في بلدة جدتي وحيدا
ولم نكاد نصل حتي وجدنا الخاله احسان وبنتها ريم .....مصطفي في انتظارنا جميعهم قدموا واجب العزاء عدا هو قام بالاعتذار لي لم اكن اعلم عن ماذا يعتذر ولكن دائما اشعر ان مصطفي يريدني ان ابقي بعيدا عن اي اذئ تسببه الدنيا لي حتي ولو لم يكن له دخل في ذلك الاذي
لا اعلم لماذا عندما نظرة له وانا احتضن الخالة احسان
نزلت دموعي كالفيضان
وقتها فقط همس لي بشفاه من بعيد  بعد ان وضع يده علي قلبه
اسف ..اسف
وذهبوا ليحضروا لنا الغذاء وتركونا نستريح قليلا حضرت الخالة  اكلة سمك تعلم جيدا حب امي لها واختي
ونست انتي لااكل الاسماك ولكن مصطفي لم ينسي وجلب لي سندوتشات شاورما واعطاها لامه التي اندهشت عندما طلب منها ان تعطيني السندوتشات لانني لا اكل السمك
وفي الحقيقه من شدة الجوع اكلتها جميعا ماعدا واحدوبعد قليل شعرت بالم فظيع في معدتي حتي فقد الوعي وعندما فوقت سمعتي الخالة احسان من اين اتيت بهذة السندوتشات البنت جاله تسمم وهو لم يرفع عينه من علي حتي وجدني فتحت عيني وابتسمت له وهو بدوره ابتسم لي وقال الحمدلله
واحبت امي ان تلطف الجو فخبرته عارف لو كانت حصلها حاجه كنت هاكلها السندويش الباقي
ليخبرها بالنص انا لو كان حصلها حاجه كنت هموووت قبلها
وعندما تذكر ان امه وامي حولنا اكمل من تأنيب الضمير طبعا وضحك
وذهبنا الي البيت ليبدا مارثوان الانغلاق والامتحانات يوما تلو اخر حتي انتهت الامتحانات وظهرت النتيجه  دخل مصطفي كليه الشرطه وخلت اختي كليه الطب ونجحت انا وريم بمجموع كبير ولم تكاد فرحتنا تكتمل حتي سمعنا خبر محزن اعلن حالة التعبئه العامه في البلاد
فبلادتنا علي وشك الحرب واخبروا كل الرجال والشباب ان يحضروا مبكرا ومن ضمنهم مصطفي لم استطع ان اودعه ولاهو ودعني
وكانه لايريد ان يصدق ان مهما اجتهدنا لنصل لما نريد
فلدنيا حسابات اخري
ذهب هو الي كتيبته وسفرنا نحن لابي وكأن الفراق حل بطل للحكايتنا
مررت الايام بارده لاشعر فيه بشئ سوي الغربه بداخلك ذلك الشعور القاتل
فلابد ان الكثير منكم شعر به
مااااقسي ان تشعر بالغربه بين اهلك في وطنك مع اقرب الناس
ماقسي ان تشعر انك في مكان وبدخلك شعور انك لاتنتمي لذلك المكان
ولااعلم سر ذلك الشعور  واخذت الايااام في المرور والشهور الي ان حل ابي مشكله النزاع علي عقار جدتي ورجعنا الي منزلنا
هل سوف التقي به فانا لا ارتاح سوي بوجودة يكفيني ان اعرف انني بنفس المكان الذي هو به ولا اعلم سر ذلك الشعور ولكن ودائما اشعر انني انتمي له اشعر بانه
وطني
وعند وصولنا للمنزل لم نري احد منهم كعادتهم والشئ المخيف ان باب منزلهم مغلق بقفل
قفل
كالذي وضع علي قلبي وعقلي من يومها مررت الايام والسنين وخلت الجامعه كليه طب مثل اختي
حاولت امي علي مر تلك السنين ان تتواصل مع الخاله احسان ولكن بدون فائدة فلا حد يعلم اين انتقلوه ولماذا
حتي ريم اخته عندما سالنا عنها بالمدرسه قالوا انها انقطعت عن الحضور فجاءة دون ابداء اسباب
اصبح كل شئ ماضي مات واندفن في منتصف قلبي
كان اليوم يمر بسلام لا شئ سوي ذلك  انا واختي بجامعتنا
وامي وابي يعدون المخبوزاات في مطعهم وعندما ننتهي انا واختي من درستنا نذهب لنساعدهم وفي يوم من الايام وجدنا بيت خاله احسان مفتوح علي مصرعيه
لم اكن اعلم بماذا يجب ان اشعر ولكن وجدت نفسي اركض مسرعا نحوهم وجدتهم اشخاص لانعرفهم يدعو انهم اشتروا البيت من الملاك الاصليين رحبت امي بهم وسالتهم عن عائله الخاله احسان
واخبروها ان بعد وفاه زوجها وعدم تلقي اي اخبار عن ابنها منذ اندلاعةالحرب راءت ان من الافضل ان ترجع الي بلدتها بالجنوب
انصدمنا بهذه الاخبار وبكي الجميع عالوفاته
ولكن بصورة او باخري شعر الجميع بالارتياح من السؤال الذي كان يشغلهم وهو سر اختفائهم
الجيران الجدد                             
من يوم ما اتو الجيران الجدد ونشعر انهم اكثر من الاهل فيوميا زيارات وعزائم ولكني لم اكن اشعر بالارتياح او التاقلم مع بديل عائلة الخالة احسان
فانا اريد مصطفي .....اريد مصطفي فقط
طبعا لا احد يسمع ذلك الصرخات في قلبي فانها ليست طبيعيه بتاتا
فدائما انا بالنسبه لهم البنت الهادئه الخجوله التي لاتعرف شئ سوي دراستها
وبعد مرور ٧شهور من انتقال عائلة الخال محمود تقدم ابنه الاكبر لخطبه اختي ووافق ابي سريعا حتي لم يعطي لنفسه فرصه ليفكر في الامر
والغريب انه وافقت اختي ايضا وامي بنفس اللحظه
لم اشعر يوما ان ابي من نوع الرجال الذي يريد ان يتخلص من بناته سريعا او يعتبرهم عبئا عليه
وجاء موعد الخطبه الكل سعيد وخاصه امي التي اردت ان توثق تلك اللحظات فأخذت هاتفي لاتصور وقت قراءة الفاتحه
وقتها حدث لم اكن حتي احلم به دق هاتفي ...رقم غريب ....شخصا يبدو من صوته الاجهاد قال لامي كلمات قليله
اهلا ياخاله
كيفك
اين حنين اعطيها لي بسرعه
وطبعا امي مثل جميع امهاتنا من الفرح تريد ان تنشر الخبر بشريط الاخبار اجبته اليوم خطبه
وانغلق الخط ولم تعرف اني من هذا ولم اعرف انا فانا ليس لي زملاء بالجامعه
ولكن قلبي يخبرني انه مصطفي
ياالله اشعر انني حقا ب وادي وهم بأخر ففجاءة بدون اي مقدمات اقتراح ابو العريس ان نكتب الكتاب بداعي لماذا العطله فهما عالاتفاق فلن تزيد الخطبه من شئ واعجبت امي وامي بالفكرة
واختي طبعا فكان مايشغلها ان عريسها مهاجر للخارج وهذا حلم حياتها منذ الصغر ان تخرج عن نطاق بلدتنا وحدث كل شئ في غضون شهر واحد وسافرت اختي
صحيح حزنت علي سافرها ولكن ليس كثيرا فانا تعودت عالوحده
ومر العامان الاخيرين من كليه الطب بسلام لاشئ معي سوي ذكري الطفوله والحنين الي الماضي و في يوم التخرج جاء ابي وامي معي الجامعه للاحتفال وكانت اول مرة اشعر بالسعادة منذ وقت طويل
فاحساس انك اسعدت اغلي شخصين بحياتك او قمت برد ولو جزء صغير جدا من مديونية اب وام لم يفعلوا شيئا من سنوات طويله سوا انهم يعيشوا لك
هو اصدق احساس في العالم

.......
.......
.......
ولكن كالعادة لايوجد حزن يدوم ...ولا سعادة تدوم
خرجنا انا وزملائي من مبني الكليه لنجد ساحه الجامعه كووووم رمااد
فلقد كام العدو بقصف الكليه لان الأطباء يعدو مثل الجنود وتخرج دفعه خرج يتسسبب بخطر شديد لهم
اختفي كل المدعوين بما فيهم امي وابي  وكان الدنيا دائما تنبهني عندما افرح ان ليس لي نصيب من الفرح فيها
....
.....
.....
بعد الرحيل                                 
مرت شهور لااعلم كيف مرت علي ولكنها مرت لم يكن معي احد سوي الله والخال محمود وزوجته كانوا دائما بجانبي لم يتركوني لحظه وعندما استرددت جزء من قواي وجدت انا هذا ليس مكاني وان مكاني في مخيمات مصابي الحرب
هذا واجبي كطبيبه في المقام الاول
وتأر ابي وامي في المقام الثاني فيجب ان انتقم بالعدو حتي ولو لم اكن وسط خط الدفاع الاول
فكم تمنيت فهذة اللحظه ان اكون رجلا لاخذ بثأر امي وابي
وتم قبولي كطبيبه معالجه لمصابي وجرحا الحرب وهناك قابلت صديقتي ريماس من الوهله الاولي شعرت انها اختي او صديقتي منذ الطفوله فكل شئ فيها مألوفا لدي واصبحا فعلا اكثر من شقيقتين فلقد عوضتني عن غياب اختي وامي فكنا بالنهار نداوي المرضي والجرحي وبالليل نسهر لنتسامر سويا ونعد الطعام الذي كنا نقدمه للمرضى فالصباح سويا فكان يجمعنا انا وريماس هدف واحد وهو الانتقام انا لامي وابي وهيا لاخوها الذي اصبح رماد بعد قذف الجبهه الشرقيه للبلاد
وفي يوم أثناء قيامنا بوجبنا انا وريماس كالعادة
سمعنا صوت دوووي طائرات واصبح الليل الهادئه كمكعب فحم متوهج بالنيران من كل الجهات
من كثرة اعداد المصابين كنا نلجأ لتتطيب من نجد ان اصابته ليست خطيرة اما الباقي لم نستطع الا ان نلقنه الشهادة
ومن ضمن المصابين شاب يدعي احمد لفت انتباه الجميع لاصراره على ان يقوم ليرد علي هجمات العدوي فكانت شجاعته الملفته محط انظار الجميع ...
فهو يعلم جيدا انه لايستطيع ان يقاتل الان ولكن ماكان يجاهله هو انه لن يستطيع ان يقاتل للابد فلقد فقد قدمه
ولمن لا يعلم ان تخبر محارب انه لان يستطيع القتال ثانيه
كانما اخبرته انه فقد شرفه
الاثنين سواسية هذا فقد حق الدفاع عن هتك ارضه
وذلك فقد حق الدفاع عن هتك عرضه
وبدا احمد يتفهم الوضع ولكن تبقي تلك الغصه في صوته كلما يسمع عن وجود مناوشات مع العدوو هنا وهناك وكنا نتناوب انا وريماس علي تمريضه حتي جاءت ريماس في يوم واعترفت لي بحبها لأحمد ووقتها غضبت لانها تسرعت في الحكم علي مشاعرها وعندما وجهتها برأي تصدمنا معآ وطلبت مني ان لا اتكلم معه ثانيآ ظننآ منها انني احمل مشاعره اتجاه واحاول
إفساد علاقتهما
حتي الصديقه الوحيدة التي عوضتني عن الوحده فعلت مثلهما جميعا مثل امي وابي واختي
ومصطفى
ولكن الفرق ان امي وابي معهم عذرهم فقد تركوا الدنيا كلها لكن مصطفي اختار البعد
رغم ذلك انا لااستطيع ان الومه علي شئ فلايوجد بيننا سوي تلك الاحساس بقلبي الذي يربطني به
ابتعدت عن الجميع ليس معي سوي الله هو الصاحب والسند والعوض عن كل ماامر به
وبعد مرور شهرين تزوجا ريماس وأحمد ولم استطع الحضور حتي لا افرض نفسي علي احد فهيا لم تتدعوني للحفل الزواج علمت من زملاء مشتركين بيينا فهيا دعت الجميع الا انا وجاء موعد اجازتنا ونزلت الي بلدتتا لقد اشتقت الي منزل امي وابي
وعندما وصلت الي هناك
استقبلتني زوجه الخال محمود بتراحب شديد فانا اشعر بين يديها برائحه حضن امي ومن دوون ان اشعر وجدت نفسي ابكي وكانني وجدت امي مره اخره
وطلبت مني ان اجلس معهم لتراعني وانا بدوري رحبت بالفكرة لسببين فانا مشتاقه للحياه الأسريه البسيطه
والسبب الاخر الذي لايعلمه احد هو انني سوف اقيم فترة اجازتي في غرفه مصطفي فانا اشم رائحته في جميع ارجاء المنزل واهتمت بي زوجه الخال محمود فكانت كل صباح تعد لي كل مالذ وطاب من اصناف الطعام الشهيه والمغرب تحضر الغذاء ونذهب انا وهيا والخال محمود وابنهم لنتناول الغذاء علي شاطئ البحر
وفي يوم جاء طارق ابنها وطلب مني طلب عجيب انه يريدني ان اذهب معه لنقابل فتاه معجب بها ومحرج ان يصرح لها بحبه ووافقت
وذهبنا سويا الي مكان علي سفح جبلا بعيدا منتظرين الفتاه وسألني ؟؟؟
كيف ابدا الكلام معاها كيف اخبرها انني احبها ومعجب بها منذ اول يوم التقيت بها
واخبرتها لا اعلم فانا لم امر بمثل هذه التجربه في يوم ولكن اعتقد ان ابسط طريقه هيا الصراحه اخبرها فقط وان كانت مشاعرك اتجاها حقيقيه سوف تصل لها بدووون تعقيد
وانتظرنا حتي جاء موعد غروب الشمس ولم تحضر وطلبت منه ان نغادر خوفا من الليل فأنا لم اعتد علي الخروج مع شخص غريب وخاصا وحدنا
ومن الواضح ان فتاته لن تأتي اليوم
ولكنها اجابني من قال لكي هذا
(فتاتي امامي منذ ساعات
حنين انا احببتك منذ لقائنا الأول ولكن لم استطع ان ابوح لكي بذلك خاصه بعد وفاة ابويك خوفا من ان تفكري ان حبي مجرد شفقه او عطف
فانا ابلغ من العمر ٢٦ عاما لم ولن احب احد مثلك فجميع اصدقائي كانوا يتحدثون عن قصص حبهم ولكني لم اشعر بذلك الشعور من قبل فانا لا احب ان اخبر احد عنك فأنتي اكبر وأغلي اسراري
واعرف انكي لم تحبينني ولكني متأكد ان استطيع ان اغير احساسك مع الوقت
كل ما اطلبه منك مجرد فرصه حتي امحو الحزن من قلبك ويعود لينبض من جديد...
لم تسألي نفسك لماذا احضرتك الي هذا المكان فأنا أتي اليه يوميا لانظر الي تلك الاأنارة البعيدة  هل تعلمي ماهيا؟؟؟
انها المخيم الذي تقيمين فيها ....
ام يفوت يوما ولم أتي الي هنا فمجرد شعوري انك علي مدي نظري وتظلنا سماءآ واحده ارتاح ولو قليلا
اعطيني فرصه حنين ولن اخذلك
.....ورب السماء التي فوقنا لن اخذلك
.....
.....
.....
.....
وقفت قليلا محاوله استياعب كل ما سمعته ولااعلم لماذا اشعر بالسعادة فكل كلمه قالها كنت اتخيل ان مصطفي هو من يحدثي
ومن دون ان اشعر وجدت نفسي اجيبه
.......
...موافقه...
......
......
......
ووجدته قفز من فوق سفح الجبل
.......
.......
انك مجنون حقا
انا مجنونك فلم اشعر بتلك السعادة من قبل وكم اتمني ان أضمك إلي صدري ولكنني لن افعل اي شئ يزعجك فانا افضل الموت علي ان اسبب لكي الازعاج
لذلك قفزت من فوق الجبل
وذهبنا الي المنزل وكان يخبره والدته والخال محمود وانا صامته اشعر بالبرد الشديد والخوف
والخيانه
نعم انا خنت مصطفي فكل حجر في منزل طفولتنا يذكرني بيه ويخبرني انني خنت الذكريات
.....
.....
.....
استيقظت مبكرا فاليوم اخر يوم في اجازتي فطلبت من طارق ان ياخذني لاشتري بعض الهدايا لاصدقأئي والجرحي ومن ثم يصلني الي محطه القطار وبالفعل
فقد استئجار طارق سيارة مخصوص ليصلني الي محطه القطار شقه وكان موعد قطاري الساعه ال٣ ظهرا
فتناولنا الفطار سويا وذهبنا لأحضار الهدايا وفجاءة وجدته احضر لي خاتما منقوش عليه اسمه وطلب مني ان ارتديه ...فلم ارغب بمضايقته خاصة انه دائما يشعرني بأني اميرة وجميع مطالبي اوامر ينفذها بدون تفكير
ففرح طارق كثيرا وجلس يخبرني عن مدي سعادته
بعلاقتنا
وفجاءة تلقي مكالمه من والدته واخبرته انها تريدني ضروري
وعند تحدثت اليها اخبرتني ان هناك رجلا مريض لايوجد احد يراعاه يبحث عن غرفه بسعر بسيط واستأذنتني ان يستأجر
شقه والدي التي لم اعد بحاجه لها الأن بعد ارتباطي بطارق وطلبت مني القدوم مسرعا لتوقيع عقد الايجار
ولكن موعد القطار سوف يفوتني
فالساعه الان ٢.٢٠ ولم نذهب الي محطه القطار
فطلبت منها ان توقع هيا بدلا مني
وقام القطار متوجها الي معسكر الاطباء وهناك قابلت ريماس التي فرحت كثيرا عندما رأت الخاتم  بيدي
وجاءت لتتضمني لاتغضبي مني
فانا مللت الوحده ولم اشعر بما شعرت به نحو أحمد تجاه اي شخص  من قبل
وجلسنا نتحدث بالساعات الي ان جاء موعد ذهبها للبيت ....
كم كنت بحاجه لأن اتحدث مع صديقه متل ريماس
ورجعنا كسابق عهدنا نتحدث ونسهر سويا وعزمتني ريماس علي بيتها وهذه كانت اول مرة اتقابل بزوجها الذي بدي علي ملامحه التشوش قليلا عندما راني
...
...
القي التحيه ثم ذهب الي غرفته سريعا لا اعلم السر وراء هذا التصرف ولكني لم اعطه انتباه كثيرا وجلسنا انا وريماس نحضر الطعام سويا وعندما انتهينا طلبت مني ان اعد الطاوله لحين تنتهي هيا من تغير ملابسها
وفجاءة خرج زوجها من غرفته وطلب مني انا اقابله غدا لامر في منتهي الخطوررررة
وانتهت سهرتي مع ريماس وانتهت وانا مقررة اني لن اقابل زوجها غدا
ولكن ماحدث ثاني يوم امر خارج عن ارادتي فكانت ريماس معي في المخيم وذهبت من الخلف لتتوضاء
واذا بزوجها دخل وقال لي لماذا لم تحضري لمقابلتي كما اتفقنا امس
وبدون ان اسمع سبب اللحاهه المتكرر لمقابلتي دخلت ريماس لاتنهال علينا بأفظع التهم فجميع من في المخيم كانوا يشهدوا تلك الوقعه التي لم يكن لي ذنب فيها
حتي زوجها لما لم يتتكلم لما لم يقل سبب مجيئه فهو فعلا شخص مثير للشكوك
وعلي اثر هذه المشكلة كان يجب ان انسحب انا اختفي من حياة ريماس الي الابد وطلبت انتقالي الي مخيم اخر اخدم فيه الجنود والجرحي بعيدا عن ريماس وبعيدا عن بلدتي ايضا وانتظرت يومين حتي جاء امر التحويل واحضرت شنطتي ولكن وانا ذاهبه وجدت زوجها في وجهي وطلب مني ان اسمعه ...
واخبرني ليس بداخله اي مشاعر اتجاهي سوي مشاعر الاخوة وانه فعلا يحب ريماس ولكنه يريد ان يسألني بصفتي صديقته
هل حقا ريماس لها اخ فقد في الحرب لانه وجدها تبحث باستمرار عن اخوها وكان يريد ان يتاكد ان كان فعلا لها اخ
فاجبته :نعم ولكن ماعلمه انه مات وليس مفقود قال لي هل  تعلمي
واجبته لا ولكن الجيش يأخذ ملف شخصي عن كل طبيب
ممارس وفي المخيم ويمكنك ان تتاكد عن اي معلومه بعيدا عن
وترجاني ان اذهب معه ليراي ملف ريماس ويقتل الشك بداخله
وذهبت معه فعلا لان رغم مشكلتي معاها فهيا انسانه متدينه ليست محط للشكوك
وعندما ذهبنا لمكتب الارشيف ووجدنا ملف ريماس وجدت المفاجاءة التي غيرت مجري حياتي
ريم كامل جلال محمد
وكان الزمن صفعني صفعه ارجعني بها ٧سنين لصوت طابور المدرسة وهما ينادون علي اسمنا
ريم كامل
ريماس تبقي ريم اخت مصطفي

https://www.facebook.com/ro2arama/


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عفريت عم جمعه